2018/08/11

التربية الغذائية المدرسية

التربية الغذائية :
 نعلم جميعا أن المدرسة تهتم بالتربية وتعليم الأطفال وتزويدهم بمعارف ومهارات وسلوكات علمية فإن مهتمها آخذة في التوسع والإمتداد إلى أنواع أخرى من التـربية كالتربية الصحية والتربية الغذائية التي لا تقل أهمية عن باقي أنواع التربية فالمقولة المأثورة((العقل السليم في الجسم السليم)) أكبر دليل على أهمية التربية الغذائية وأنى لنا بسلامة الجسم إذا لم نهتم بالتربية الغذائية.

جاء في المرسوم التنفيذي 65/70 المؤرخ في 11 مارس 1965 أن المطاعم المدرسية تهدف إلى :
* تكميل تغذية تلاميذ المدارس بكيفية تكفل لهم نموا بدنيا و عقليا متلائما وتلقين االأطفال  مبادىء التغذية الصحية السليمة وتعويد هم على قواعد حفظ الصحة الغذائية. 
وإذا كنا نعلم جميعا أن المدرسة تهتم بالتربية وتعليم الأطفال وتزويدهم بمعارف ومهارات وسلوكات علمية فإن مهتمها آخذة في التوسع والإمتداد إلى أنواع أخرى من التـربية كالتربية الصحية والتربية الغذائية التي لا تقل أهمية عن باقي أنواع التربية فالمقولة المأثورة((العقل السليم في الجسم السليم)) أكبر دليل على أهمية التربية الغذائية وأنى لنا بسلامة الجسم إذا لم نهتم بالتربية الغذائية.
وعليه فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننظر للتغذية المدرسية على أنها مجرد توزيع أطعمة على التلاميذ   بل هي مسؤولية ضخمة يقوم فيها المشرفون عليها بتقديم خدمات تساهم في طرد شبح سوء التغذية والمرض،فضلا على أنها فرصة لتعليم التلاميذ القدرة على المضغ الجيد الهادىء  والأكل المتأني والعناية بنظافة الأيدي والملابس ،والمكان والقدرة  على مشاركة الزملاء والتعايش معالآخرين والخدمة الذاتية.
والمطعم المدرسي هو المؤهل للتكفل بكل ما ذكر أو أكثر وإذا أحسن استخدامه فهو يعمل من خلال ذلك لتحسين آليات التعليم لدى الطفل ،وبالتالي يعمل على تعديل سلوكاته نحوالأفضل في الأطوار الحياتية ،وعلى ضوء هذا التقديم البسيط نستشف الدور التربوي الذي يقوم به المطعم المدرسي

تكوين الحياة في فرق و جماعات :
ان المطعم المدرسي مجال خصب لكثير من الأفكار و المبادئ  ،التربوية التي فيها يتعلم الطفل مهارات متعددة كفنون المعاملة واكتساب  معلومات متعددة في مجالات الصحة والتذوق والغذاء وإكتساب عادات حسنة تتمثل في نمو روح  التعاون بين أفراد المجموعة ، إذ أن التغذية المدرسية فرصة لتعليم التلميذ القدرة على التعايش والتعاون مع الآخرين ومشاركة الزملاء في مأكلهم وحديثهم ونشاطاتهم الأخرى ،فيبتعد الطفل في كل هذا عن الأنانية وحب الذات و التقوقع على النفس ويصبح قادرا على الحياة و التعاون في العمل،فنجعله يندمج أكثرفي مجتمعه ونحصنه من الإصابة بأمراض نفسية يصعب الخروج منها ،وهذا ما ينبغي أن يتفطن إليه العاملون على الإطعام فلا يلزمون ،الأطفال الجلوس في مكان معين طيلة السنة ،فتكون دائرة المصاحبة والإجتماع ضيقة ولعل هذه التربية تكبر معه وتتنقل إلى الأوساط الإجتماعية الأخرى ،فيكون المطعم بذلك قدم خدمات إجتماعية جليلة ،فتجعل أفراده متآخين متحابين.

إكتساب التلميذ للعادات الغذائية الحسنة:
إن البرنامج الأسبوعي المقدم بالمطعم المدرسي فرصة سانحة يتلقى الطفل من خلالها دروسا تكسبه عادات حسنة تعدل من سلوكه سواء بالنسبة لآداب المائدة الخاصة بكيفية الجلوس إليها ووضع الأطباق وتجنب الإتكاء عليها بالأيدي ،أو كيفية استعمال وسائل الأكل من ملاعق وأشواك وكؤوس ،وحتى كيفية وضعها المناسب على المائدة،وإذاإكتسب  الطفل هذه العادات فإنها تولد عنده آداب أخرى تتمثل في تنفيذ القواعد والأصول الصحية فلا يتكلم عند الأكل ولا يفتح فاه كثيرا ويمضغ مضغا هادئا وجيدا  و كل هذا يؤدي في الأخير إلى صحةجيدة بالإضافة إلى ذلك فإن الطفل يتعلم شيئا أخرمهما جدا من المطعم المدرسي وهو الإقبال على الأكلات التي كان يعزف عنها في البيت ،فكثير من الأطفال يتهربون من تناول أغذيتهم في المنزل لأنها تحتوي على خضر معينة ،ونجد الأكل في الفرق والجماعات يحبب هذه الأكلة فنجدهم تتفتح شهيتهم لها ،وهذه في حد ذاتها تربية من مجمل التربيات التي يقدمها المطعم ضمن خدماته .
امتداد العادات الغذائية والصحية الحسنة في العائلات:
 بواسطة الطفل الذي تعدل سلوكه باحتكاكه بالمطعم المدرسي ومشرفيه ومسيريه من معلمين وعمال وزملاء فإن هذه السلوكات الخاصة والجديدة تمتد إلى الوسط العائلي فتتطور المعاني الحسنة وتنمو روح التعاون وتحسين البيئة نظافة ومظهرا ويمكن أن تمتدد خدمات الأطفال إلى الجيران أيضا وهكذا تنتقل عدوى الصحة إن صح التعبير فتنتشر التوعية في الوسط وتساهم في نشر قواعدها ،ولعله يبدو واضحا فعالية الدور الذي يلعبه المطعم ،و الإلحاح في توسيع شبكة المطاعم المدرسية لها ما يبررها .

* اكتساب التلميذ عادات المحافظة على التجهيزات الاجتماعية:
إن عقلية (البايلك) التي لا تزال سائدة للأسف الشديد  تتسبب في إهدار و إتلاف جزء كبير من الأثاث و التجهيزات الاجتماعية ولا غرو أن تحسيسا من طرف المشرفين و العاملين على الاطعام لأطفالنا و تدريبهم على الاستعمال الصحيح لهذه التجهيزات لتكون لديهم عادة طيبة فالطفل الذي يحرص على لا يخدش كرسيه أو طاولته في المطعم المدرسي فإنه يحرص على أن لا يخدش خزانته في المنزل .

* اكتساب التلميذ فهم العلاقات الإنسانية:
يحتاج الطفل كما هو معلوم إلى كثير من المهارات والعادات والمفاهيم ، ويأخذ البيت والمدرسة والمجتمع في التأثير على تكوين سلوكه وتحسين أخلاقه والمطعم المدرسي هو عمل مكمل للاعمال المدرسية، فقد لاحظنا تحت العناوين السالفة كلها تقريبا مساهمته وتكملته لبناء هذه السلوكات ومن ضمنها إدراك العلاقات التي تربطه بزملائه أكثر ،بحيث أن المطعم المدرسي فتح للطفل نافذة حول التنوع في المعاملة والمعاشرة لم يتيسر وجودها فيما قبل في حجرة الدراسة مثلا ، بهذا تيم توطيد العلاقة فتقوي رابطة الصداقة فيما بينهم
، وهذا يدفع بالقائمين على المطعم و الإطعام أن يراعوا هذا الجانب فينشروا بين أطفالهم لطف المحادثة و تقديم الاعتذار و قبوله و طلب الإذن و إفشاء السلام وهي كلها فرصة للتواصل و الملاطفة هذا علاوة على إتاحة الفرصة لفهم  وإدراك علاقات أخرى كالعلاقة بين التغذية والنشاط وبين التغذية والصحة و النظافة والصحة .
*تحسين المردود الدراسي:
إن طفلا يركن وبكل اطمئنان لزميله  فيألفه ويألف تصرفاته ويتقبلها، فإن هذا ينمي رغبته في الاستجابة للمواقف التعليمية والتعلمية، فنجده مرتاح النفس، له القدرة على الإقدام في المناقشات والمداخلات لا يتأثر بمواقف مما ثلة، إلا من حيث المناقشة التربوية التي تدفعه لفعل الأفضل وهذا الركون وهذه الألفة وهذا الاطمئنان يتهيأ له النمو الصحي في مناخ غير مناخ حجرة الدراسة ومناخ المطعم من بين هذه المناخات .

وإذا ما استطاع المطعم المدرسي أن يساهم في نضج الألفة وهذه الصداقة التي تهيئ جو التحمس للعمل تلعب فيه الشجاعة والأقدام دورهما في المناقشة التربوية  فـــسنصل  إلى تحقيق مردود دراسي أفضل .
*نوعية الوجبة تعطي للطفل نتائج أحسن:
إن اعتماد المطعم المدرسي في إعطاء أطعمة صحية ومتنوعة ونظيفة تساعد على نمو الجسم وبنائه بناء أكمل وتزوده بالطاقة اللازمة لنشاطه وتقيه من أمراض سوء التغذية والطفل الذي يتناول أغذية متوازنة ومتكاملة تشمل المجموعات الخمس فإنها تسد حاجياته الملحة في النمو والطاقة والحماية وكلما كانت التغذية جيدة كلما ازداد الجسم قوة ونشاطا .
فتعطيه طاقة أقوى في استخدام ملكاته الفكرية وبالتالي يكون قادرا على معالجة المشكلات التعليمية وهذا يؤدي حتما إلى تحسين المردود في النتائج الدراسية .

*تمكين المعلم من الملاحظة وتقديم التوجيه:
يتمكن المعلم الذي يتناول الوجبة مع أطفاله ، من متابعة فحص تصرفاتهم فيكون بذلك قادرا على وضع الإصبع على الجرح ومداومته فيصبح ميسورا لديه توجيهم ودعوتهم لتعديل ما انحرف من سلوكا تهم بتمكينهم  من ملاحظته أثناء تناول وجبته بينهم  فيتعلمون  منه بواسطة القدوة ما يعدل سلوكهم وهو أحسن أسلوب في تعلم المواقف  .

*تنمية الخصال الحميدة:
نظافة الذات: من خلال التجربة تتأصل لدى التلميذ خصال حميدة كغسل اليدين قبل الأكل ،الجلوس للمائدة في اعتدال تناول الأطعمة في هدوء ،استعمال الأدوات اللازمة للأكل بانتظام
دون تطليخ الثياب غسل اليدين بعد الأكل (عموما يتدرب على نظافة الذات ).

*نظام الانضباط والاقتصاد:
     امتداد لكل ماهو مطلوب منه( اي التلميذ) من نظام وانضباط في القسم والساحة فإنه ينصاغ للقانون الداخلي للمطعم المدرسي فينتظم في الصف للدخول ويجلس إلى الطاولة بهدوء
لا يحدث ضجة بالكرسي أو المقعد ويقوم المشرفون على المطعم بتد ريب التلاميذ كيف يقدمون لأنفسهم خدمة ذاتية يأخذون ما يأكلون فقط حتى لا يبقى الفائض في الصحن ليرمى دون فائدة.ولن يتأتى هذا إلا باسنعمال الادوات المتوفرة لتحقيق هذا الهدف ( صحون التوزيع  .. أطباق الخبز......

*التضامن والكرم وتنمية الذوق الجمالي:
يتعلم الطفل الإيثار وحب الغير عندما يتقاسم وجبته مع زميله الذي لم يبقى له بسبب تأخره مثلا أو نقص في الكمية المخصصة للفوج ،وهذا سلوك تضامني يجعله يدرك أن هذا  التضامن، مثلما
يكون في صالح غيره اليوم ، فإنه يكون غدا في صالحه فيحيي هذا السلوك في نفسه غريزة الكرم فيتأصل وينمو كخصلة حميدة كما أن المطعم المدرسي يساهم في تنمية الذوق الجمالي عند الأطفال فالاهتمام بمظهر القاعة وتزيينها تربويا وغذائيا وبتنظيم المائدة كل ذلك يورث تقليدا ثقافيا جميلا يشحذ ملكة التذوق الجمالي لدى الأطفال.

*خلاصــــــــة الـــــــقــــول
باستطاعة المطعم المدرسي الخروج من إطاره الأول وهو تقديم غذاء متوازن ومكافحة سوء التغذية إلى إطار أخر حيث أن الأطفال المستفيدين من المطعم يتعودون على تنظيف الأيدي قبل الأكل والاعتياد على استعمال المنشفة والأكل بهدوء والمضغ الجيد وقص الخبز باليدين والامتثال لأوامر مسؤول المائدة والاعتياد على الدخول والخروج بهدوء ونظام دون ضوضاء وعدم تلطيخ الثياب والمائدة والمحافظة على الأدوات وتربية الذوق بإدخال طبقات مجهولة أو قليلة الاستعمال في البيوت ، فهذا التعليم والعادات المكتسبة والذوق الجيد وقواعد النظافة ، يصل صداه إلى حد ما إلى مائدة العائلة فتلاحظ الأطفال يطالبون بأكلات تعودوها في المطعم المدرسي، كما أنه يعود التلاميذ الذين هم من أوساط مختلفة، العيش في مجموعة متساوية ،باحترام تساوي الأسهم والتعاون المتبادل ،وبذلك يصير المطعم امتدادا للقسم خاصة وأن المكان الذي يتعلم فيه الطفل أخلاقا عمليا لها تأثير أبلغ من الأخلاق النظرية وللوصول إلى كل هذا وجعل  هذه العادات آلية عند الأطفال  ،،، وجب حسن استعمال كل الوسائل المتوفرة ن خاصة المشرفين على المطعم ،،،
وعلى نشاط هؤلاء يتوقف نجاح أو فشل العملية ،لذا يجب على هؤلاء التحلي بكل الصفات الأخلاق السامية من محبة الأطفال وصبر كبير ،وإيمان شخصي بالقيام بواجب مقدس نحو هدف منشود ،لأن التربية التي تقوم بها المطاعم جزء من الرسالة التربوية للمدرسة.